مازالت القضية الفلسطينية، حاضرة بقوة في أذهان العالم، في كافة المحافل والمناسبات، السياسية والفنية والثقافية، على الرغم من وجود معارضين ومحاربين، لظهورها على السطح، ووجود من يحاول دفنها، وإغلاق الملف بأكمله، ولكن من حين لأخر يظهر مناصرون، ومهتمون بالقضية، وهو ما حدث في مهرجان كان السينمائي الدولي، بأكثر من شكل، ومن نجوم كبار، ومهتمون شباب، عرب وأجانب .
*كيت بلانشيت تدعم القضية الفلسطينية
حرصت الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، على دعم القضية الفلسطينية خلال الدورة الـ 77 لمهرجان كان السينمائي، إذ ظهرت بإطلالة لافتة للنظر بفستان مستوحى من علم فلسطين، حيث ارتدت فستانًا باللون الأسود، بينما اختارت للذيل اللونين الوردي الفاتح والأخضر، ورفعت الذيل ليكون مع لون السجادة الحمراء للمهرجان.
وحصدت النجمة العالمية على إشادة واسعة من الجمهور في جميع أنحاء العالم، وهو ما ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، فلم يكن اختيار بلانشيت مجرد فستان فقط، بل كان بمثابة إشارة إلى ما يحدث في فلسطين من قبل المحتل.
وكانت بلانشيت قد شاركت في حلقة نقاشية بعنوان "النزوح: وجهات نظر سينمائية" ضمن أنشطة الدورة الـ 77 لمهرجان كان السينمائي، وتحدثت عن النزوح وسلطت الضوء على قوة السينما في تصوير ومعالجة تحديات النزوح.
*لافتات فلسطين حاضرة على سجادة كان
لم تكن كيت، هى المناصرة الأولى لاهالي غزة ، او الرافضة الوحيدة، لهذا التعدي السافر من إسرائيل، فقد رفع بعض المشاركين في افتتاح الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي لافتات دعم لغزة، تطالب بوقف العدوان على فلسطين.
ومهما كان تأثير هذه اللافتات وحجم ما شغلته من فكر الحاضرين، إلا انه أمر ضروري، ومطلوب، ليتذكر الجميع ما يحدث في غزة، خاصة من ينادون بالفن من أجل الحياة، والرقي والدفاع عن حقوق الإنسان في مختلف القضايا التي يتناولها الفن وصناعه.
*المجتمع الأوربي ينادي بالحرية ويحرمها على فلسطين
وعلى الرغم من غضب الرأي العام العالمي ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، إلا أن إدارة المهرجان قررت حظر أي رموز يحملها الفنانون مثل الدبابيس والأعلام التي تعبر عن التضامن مع فلسطين.
وقال مدير المهرجان تيري فريمو، في مؤتمر صحفي ليلة الافتتاح: “هذ العام قررنا أن يتركز اهتمامنا الرئيسي على السينما بعيداً عن أي جدل سياسي”.
وجاء قرار المهرجان بعد أن حظرت مدينة كان التظاهر وتنظيم المسيرات الاحتجاجية على طول شاطئ كروازيت.
واتخذت سلطات المدينة تدابير أمنية مشددة، وسط سيطرة الأجواء الممطرة، في محاولة لتجنب ما حدث في مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن”، الأسبوع الماضي، حيث ندد آلاف المتظاهرين في مدينة مالمو السويدية التي استضافت المسابقة بالحرب الإسرائيلية على غزة.
*مهرجان برلين
ومن قبل وجدت الحكومة الألمانية نفسها في مأزق أمام التصريحات التي أطلقها الفنانون الفائزون والمشاركون في المهرجان، والتي ختمتها صرخة المخرجة الفائزة بجائزة الدب الذهبي، وهي الفرنسية السنغالية الأصل، ماتي ديوب، عندما هتفت على منصة المسرح: "أنا أقف مع فلسطين"
*المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام
وأثار المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام الجدل أيضًا، عندما انتقد سياسات حكومته، مؤكدًا أنها تمارس سياسة الفصل العنصري، وأدان تلك السياسات وممارسات الاحتلال في الضفة الغربية. لكن بعد ذلك، كشف عن تلقيه تهديدات بالقتل بسبب تلك المواقف.
*إسرائيل تذبح الشعب الفلسطيني
لكن المشهد الأكثر إحراجًا لمهرجان برلين، وللحكومة الألمانية والموقف الرسمي الألماني كان الجمهور الذي حضر الحفل، حيث انهال بالتصفيق على خطاب المخرج الفلسطيني باسل عدرا، الذي أنهاه بالقول: إن "إسرائيل تذبح الشعب الفلسطيني"، وسط صيحات التأييد والتصفيق الكثيف.